companyname
preview

قصة نجاح واحدة تكفي لجذب المستثمرين في الزمن الصعب – مقال د. بو دياب على موقع Alkalima Online

مما لا شكّ فيه أن الازمات التي نعيشها تولّد الخوف والقلق، لكنها تؤدي أيضًا إلى الشعور بالانتماء إلى المجتمع والتركيز على مزيد من الابتكار والابداع. في وقت تسود حال من الفوضى في العالم باسره، أحد لا يكترث لما يجري في لبنان الذي يحاول الحصول على جرعات إضافية من أجل البقاء والاستمرارية. لم يستسلم اللبنانيون أبدًا ولم يرضخوا تاريخيًا إلى الموت البطيء، فهم يتمتعون بمستوى من الصمود يجعلهم ينهضون من الرماد ويتركون بصماتهم على العالم! وكثيرة هي الأدلة على ذلك، كأن هذا الشعب تعود على عدم الوقوف مكتوف اليدين، لا يستسلم ولا يكلّ من المحاولات للخروج من الازمات التي يعيشها. اشتهر اللبنانيون على مدى التاريخ بمهارتهم في التجارة والاستيراد وكان ذلك واحد من أهم عوامل نهوضهم في عدد من المحطات التاريخية. أما اليوم، وبعدما أصبحت عمليات الاستيراد أصعب من أي وقت مضى، يتحتم علينا تغيير مقاربتنا للاقتصاد والتفكير بتفعيل الإنتاج المحلي وإيجاد بدائل لكل منتج كان في السابق يسهل استيراده. فاليوم، توفر السوق لبنان فرصًا هائلة للمستثمرين، إنها جنة من الإمكانات الاقتصادية. فأولئك الذين يقدرون البيئات التي يتجاوز فيها الطلب العرض بكثير، سوف يدركون أن الاستثمار في الشركات الصغيرة في لبنان لهي فرص ذهبية حاليًا. ويدرك المستثمرون جيدًا ما يجب القيام به في مثل الحالات التي نعيشها. أعتبر أن جيل الشباب من رواد الأعمال المبدعين والمبتكرين، قادرين على تأدية دور كبير في نهوض الاقتصاد. فإلى جانب الشركات الكبرى التي أدركت أهمية الصناعات المحلية، يمكن للشركات الصغيرة الناشئة أن تقدم حلولًا مبتكرة وصناعات بديلة قادرة على قلب الطاولة وتحقيق إنجازات اقتصادية كبيرة على المدى الطويل. لذلك أرغب في مخاطبة رواد الأعمال الشباب وتقديم بعض الخطوات العملية التي تساعدهم في إطلاق العنان لإبداعهم. 1- ابدأ بوضع قائمة بالمواد التي يستوردها لبنان حاليًا لدعم المواد المنتجة محليًا . 2- قم بالاطلاع على القائمة وحدد بعض العناصر التي يمكن إجراء أبحاث أوسع عنها، فأنت لا تحتاج إلا إلى فكرة جيدة واحدة. 3- اكتشف البدائل التي يمكن تصنيعها محليًا في لبنان. على سبيل المثال، على الرغم من أننا نصنّع بعضًا من منتجات الألبان في لبنان، إلا أننا نستورد الغلاف البلاستيكي مما يزيد من سعر المنتج المصنوع محليًا. بالتالي يجب البحث عن بديل لهذا البلاستيك يمكن إنتاجه في لبنان. كثيرة هي الأفكار الملفتة التي ستجدها على شبكة الإنترنت. فمن خلال إجراء بحث صغير، سترى أن الشركات في أستراليا وأماكن أخرى حول العالم قد استخدمت تقنيات جديدة لتطوير منتجات بديلة لعبوات الألبان وهي منتجات أكثر استدامة وبكلفة إنتاج متدنية. تواصل مع هذه الشركات العالمية التي تتمتع بتجارب سابقة في هذه المنتجات، فهناك العديد منها حول العالم. قم بتقييم فرصة العمل معها، والتعلم منها، واختبر تقنياتها في السوق اللبنانية وابحث في نوع العلاقة التي يمكنك تأسيسها معها. 4- قم بالاطلاع على قائمة الاستيراد وحدد منتجَين يمكن إنتاجهما في لبنان أو استبدالهما بمنتجات جديدة من خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة المطبقة في جميع أنحاء العالم. 5- لا تفكر في الإيرادات في هذه المرحلة لأن الأسواق التي يجب أن تستهدفها ليست لبنان فحسب، بل وسّع آفاقك وفكّر في التصدير. من خلال حل مشكلة لبنان، يمكنك حل مشكلة قد تعاني منها الأسواق الدولية أيضًا. 6- كل ما تحتاج إليه هو فكرة صغيرة واحدة رائعة. لا داعي لإجاد حل لقائمة كاملة من العناصر المستوردة، ولا إلى التفكير في عمل تجاري ضخم، ابدأ بعمل صغير سرعان ما سيكبر - فأنت بحاجة إلى فرصة والباقي سوف يتتابع. 7- طوّر تفاصيل العمل الذي حددته بحيث يكون لديك خطة عمل قوية وجذابة للمستثمر: أفكار رائعة تحل مشكلة في السوق اللبنانية، ودراسة جدوى قوية وخطة عمل ستجذب المستثمرين المطلوبين. كل ما نحتاج إليه هو قصة نجاح واحدة لجذب اهتمام المستثمرين المحليين أو الدوليين. يمكنك أنت أن تؤدي دوراً رئيسياً في إعادة بناء المصداقية التي فقدتها بلادنا! لتبسيط الخطوات المذكورة أعلاه، إليك بعض الأفكار التي تم تطبيقها حول العالم وأتت بنتائج ملفتة. تستخدم بذور الزيتون وقشور بذور دوار الشمس في تصنيع حبيبات البلاستيك العضوي وتحويلها إلى المنتجات المتحللة حيويًا. وكذلك الأمر، تستخدم الطحالب البحرية وبقايا الأسماك في صناعة البلاستيك العضوي. إن صناعات كهذه لا تلبي حاجة السوق إلى بدائل البلاستيك التقليدي المستورد فحسب، بل تساهم في حل المشاكل البيئية المتعلقة بالنفايات التي يعاني منها لبنان. كن مقدامًا لوقف التراجع والانهيار وكن مفيدًا في بلد قلّ فيه استنباط الحلول. http://www.alkalimaonline.com/Newsdet.aspx?id=564101